أحسن القصص .. يوسف الصديق عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب المبين وقص عليه أحسن القصص وان كان من قبله لمن الغافلين وغفلته صلي الله عليه وسلم بأن كان أميا لا يعرف الكتابة ولم يقرأ قصص الأولين

لم تكن قصة الصديق معروفة للعرب قبل نزول القران جملة ولا تفصيلا بخلاف قصص الأنبياء هود وصالح وابراهيم ولوط وشعيب عليهم السلام ونزلت بمكة قبل اختلاط النبي باليهود لذلك تعتبر معجزة عظيمة من اعلام الله تعالي لنبيه أخبار الأولين

نزلت سورة يوسف بين عام الحزن وبين بيعة العقبة الأولى في تلك الفترة العصيبة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت الذي يعاني فيه الرسول والمؤمنون معه من الوحدة والغربة والانقطاع في جاهلية قومهم 

أنزلها الله تعالى تسلية له وتخفيفا لآلامه لينظر هو والمؤمنون معه الي قصة يوسف وليتمعن بما حدث من صنوف البلايا والمحن وألوان الشدائد ليرى كيف صبر يوسف علىها في سبيل العقيدة فنقله الله تعالي من السجن الى القصر وجعله عزيزا علي أرض مصر وملكه خزائنها

وكأن الله تعالى يريد ان يخبر نبيه بأنه هكذا يفعل بأوليائه ومن صبر علي بلاءه

( نحن نقص عليك أحسن القصص ) استحقت ان تكون سورة يوسف أحسن القصص ولم لا وقد حوت عبر ومواعظ وآيات وحكم لم تحوها سورة غيرها ( لقد كان في يوسف اخوته آيات ) ومن الفوائد ما تصلح به الدين والدنيا من سير الملوك والعلماء ومكر النساء والصبر علي أذى الأعداء وحسن التجاوز عنهم عند اللقاء
تواجه الحسد وتواجه المساواة بين الاخوة وتواجه الحقد وتواجه التمرد وتواجه الظلم وتواجه الرخاء والسلطان

والحسن يأتي من أن القران الكريم عبارة عن حدث تدور حوله أشخاص الا سورة يوسف فهي شخص تدور حوله أحداث بإسلوب جذاب مستنير مقنع ممتع

سورة ابتدأت برؤيا وانتهت بتأويلها فهي نسق واحد ولحمة واحدة لم يحدث في أي قصة أخري

فقصة يوسف كما جاءت في هذه السورة تمثل النموذج الكامل لمنهج الاسلام في الاداء الفني للقصة و الاداء العقيدي والتربوي والحركي وأيضا النفسي
قال ابن عطاء رحمه الله لا يسمع سورة يوسف مهموم الا استراح

ففي قصة يوسف - عليه السلام - دلائل على ما للصبر وحسن الطوية من عواقب الخير والنصر ، أو على ما للحسد والإضرار بالناس من الخيبة والاندحار والهبوط
وفيها من الدلائل على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن القرآن وحي من الله ، إذ جاء في هذه السورة ما لا يعلمه إلا أحبار أهل الكتاب دون قراءة ولا كتاب وذلك من المعجزات
وفي بلاغة نظمها وفصاحتها من الإعجاز ما هو دليل على أن هذا الكلام من صنع الله ألقاه إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - معجزة له على قومه أهل الفصاحة والبلاغة .

الله اسأل ان يوفقنا في تناول عبر وآيات أحسن القصص ( سورة يوسف ) إلي ما يحبه و يرضاه

حملة أحسن القصص
لا تنسونا من صالح دعاكم

لمتابعة الحملة كاملة .... اضغط هنا