فضيلة الدكتور محمود حسين (أمين عام جماعة الإخوان المسلمين ) ... أستاذ بكلية الهندسة
منذ أسبوع أتيت إلي أسيوط وفي قلبي شئ من الحزن والأسى وليست المرة الأولى بل وكل مرة أدخل هذه البلد أشعر بهذا الحزن ولكن زاد هذه المرة لظروف ... ولكن ثلاث ساعات متصلة اليوم أراحت قلبي فهي ثلاث ساعات بأيامي التي عشتها بأسيوط كلها
التقيت اليوم بهذا الإنسان العملاق الفذ ... لقاء أراح عقلي ووجداني قبل أن يثلج صدري
** بدأ الدكتور حديثه بالخضوع والإنكسار لله تعالي علي ما من به علي الإخوان بل وعلي مصر بأثرها متناولا سورة الأنفال وما بينته هذه السورة من شرح لغزوة بدر مبينا معاني جميلة جدا في الإنكسار لله تعالي ... ومخاطبة المولي سبحانه لنبيه (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي ) ومخاطبا الصحابة جميعا بصيغة المبني للمفعول دائما ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم ) ( وما النصر إلا من عند الله )
** ثم تناول فضيلته موضوعا اخر لم يكن جديدا علينا ولكن معانيه والاستنتاج منه هو الجديد علي عقولنا الا وهو صلاة الجماعة ....
- أمر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ان يكون الصف متلاحما يتحرك كالجسد الواحد لينصهر الفرد بداخل الجماعة وتذول كينونته فيتحرك مع جماعته ككيان واحد غير منفصل عنه
- إذا أخطأ الامام ... علي المأموم أن يصحح له خطأه ( الطاعة المبصرة ) وتنصاع لقرار الامام وإن استمر ...
- اذا أخطا الامام ... تبطل صلاة الفرد إذا صحح الخطأ بمفرده
- واذا سجد الامام سجود سهو ( وهو المخطئ ) يسجد المأمومون معه ( ولم يخطأوا ) بل هو اتباع مفسرا قول النبي إنما جعل الامام ليؤتم به ... بعدما أختير بأفضلية معينة
- لا تسبقوا الامام ولا تساووه ذاكرا تشبيه الرسول لمن يسبق الامام بأنه حمار ( العناد والغباء )... وأوضح ان الذي يسبق يسبق لانه اما انه استعجل واما انه رأي في نفسه أنه هو الذي يفهم دون غيره ....
** وأهم ما تناوله بالنسبة لي هو ان غزوة بدر الكبري ( اول الغزوات ) حضرها 314 من الصحابة وتخلف الكثير والكثير والكثير وان من ذهب للغزوة كان يتحدث مع النبي بعمل عرش له يدير من خلاله المعركة حتي اذا هلكوا يعود النبي لمن ينتظره في المدينة ليكمل دعوته ... ولم ينكر أحد ممن حضروا علي من تخلف عنهم من الصحابة
اما في غزوة تبوك ( اخر الغزوات ) تخلف عنها المنافقون وثلاثة فقط من الصحابة وعوقبوا بأشد انواع العقوبات مع ان هذه الغزوة كان فيها من الاعذار الكثير والكثير :
- كانت في عام العسرة ولو تخلف واحد منهم لحاجته بعمله ما لام عليه الناس
- كانت المسافة بين المدينة وبين مكان الغزوة بعيد جدا جدا مع قلة الراحلة ولو تخلف الكبير لعدم استطاعته لم يلومه احد
- لم يحدث فيها اصلا قتال والثلاثة وجودهم لن يغير شيئا
...... ولكـــــــــــــــن لاعذر لنا بعد اليوم في ان نقدم كل ما نملك لله عز وجل
** واخيرا ما جعل جسمي يقشعر هو ان الدكتور حينما يذكر فضيلة المرشد لم يذكره باسمه مطلقا طيلة الثلاث ساعات وانما كان يقول ( الاستاذ ) كلمة تحمل من المعاني الكثير قد يكون السن بينهم متقاربا ولكن هو مكان الاستاذ البنا رحمه الله الذي لم يقل نحن نريد سيادة العالم ولكن اراد استاذية العالم ليبين الفرق الشاسع بين السيادة التي قد تكون بالاكراه والاستاذية التي لا تكون الا بالرضا من الناس لأستاذهم فهم هم من اختار المرشد بدن اكراه بل لأفضيلة رأوه هم فيه لذلك هم ينصاعوا وراء قراراته ( والتي لم يأخذها بمفرده بل معهم )
فالحمد لله الحمد لله علي نعمة الاخوان اللهم بارك أخوتنا ، وانصر دعوتنا ، وانشر فكرتنا ، وبالحق ألهم مرشدنا الى ما فيه خير البلاد والعباد وحصنه من ذل المعصيه حتى لايهوى بنا الى ذلها .. اللهم امين امين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
زادك الله علما وفهما وجعلك من عباده الصالحين اللهم امين
ردحذف