الجمعة، نوفمبر 09، 2012

الإخوان المسلمون والدعوة السلفية ... هل تخلوا عن الشريعة ؟؟!!



بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد اللهم صل عليه وعلي اله واصحابه الطيبين الطاهرين ثم اما بعد :

قال الله تعالي : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )  الحكم بين الناس لابد وأن يكون بما أنزل الله تعالي



ولهذا ينادي كل التيارات الاسلامية البارحة واليوم وغدا بتحكيم الشريعة الاسلامية
ومن ثمّ نزلت اليوم مظاهرات اليوم في ميدان التحرير للمطالبة بتمكين الشريعة الإسلامية فى مسودة الدستور، والتأكيد على رفض المادة الثانية بوضعها الحالى.

بغض النظر عن رأيي الشخصي في خروج هذه المظاهرات وهذه النداءات وكانت المفاجأة للبعض بأن  التيارات الاسلامية الاكثر تنظيما الممثلة في جماعة الاخوان المسلمون والدعوة السلفية ببيانات تنادي باقي القوي الاسلامية التريث لحين الانتهاء من التوافق داخل الجمعية التأسيسية مع مقاطعتهم لهذه المظاهرات اليوم....

السؤال الذي يطرح نفسه الان هل تخلت هذه القوي الاسلامية الاكبر في مصر بل في العالم العربي عن تطبيق الشريعة ام ما معني هذا الكلام ؟؟؟!!!

الاجابة بكل بساطة لا لم يتخلوا عن الشريعة وعن تطبيقها ولم لا فظلوا مئات السنين ينادون بتطبيقها فلا يعقل بعد كل هذه التضحيات طيلة حياتهم ان يتخلوا عن ما أوذوا بسببه ولكن ما الدليل علي هذه الاجابة

يري البعض ممن يتظاهر ان المادة الثانية من الدستور بشكلها الحالي لا يوائم ما ينادون به من تطبيق الشريعة الاسلامية

لماذا يرون هذا ؟
الموضوع يبدأ من دستور 71  فهذه المادة موجودة بهذا الدستور وحينما ارادوا ان يطبقوها ارسلوا للمحكمة الدستورية العليا لكي تفسر اللفظ المبهم بهذه المادة وهو لفظ المبادئ
اجابت المحكمة الدستورية ان المبادئ هي الاحكام قطعية الثبوت قطعية الدلالة
الجمعية التأسيسية لكي تخرج من هذا المأزق ولئلا ترسل المادة مرة اخري للدستورية العليا وضعوا مادة مفسرة لهذه المادة تنص علي : ( مبادئ الشريعة الاسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الاصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب اهل السنة والجماعة  )
وبهذه المادة من وجهة نظري حسمت الجدال القائم بين التيارات الاسلامية

* يري البعض ممن يتظاهر انه يجب الغاء كلمة المبادئ وتركها بلفظ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع

* ويري اخرون انه يجب تغيير كلمة مبادئ لكلمة أحكام الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع

ولكن هل هذا هو حل جذري ؟؟؟ انا اري ان الابهام لا يزال موجودا في الاقتراحيين كلمة احكام الشريعة ستحتاج الي تفسير وسنضطر لارسالها مرة اخري للدستورية العليا ودون استباق ستفسرها بأنها ايضا كل ماهو قطعي الثبوت قطعي الدلالة

السؤال السؤال الاهم ماذا يريدون من تطبيق الشريعة ؟؟

ايريدون تطبيق حد السرقة ؟! للعلم حد السرقة من الاحكام قطعية الثبوت قطعية الدلالة ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ...)
ايريدون تطبيق حد الزنا فحد الزنا من الاحكام قطعية الثبوت والدلالة ( الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ...) ونسخت اية من القران الكريم ثبتت قطعيا في حديث ابن عباس ( الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة )
ايريدون تطبيق حد الحرابة فحد الحرابة ايضا قاطع الثبوت (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض )
حتي حد القذق ثابت ايضا في قول الله تعالي ( والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة .... )

فلم كل هذا التخوف ؟
انا من وجهة نظري انه حتي وان بقيت المادة كما هي ولم يوضع لها تفسير وذهبت للدستورية وفسرتها كما فسرتها من قبل فالامر محسوم

الامر يا سادة في المقام الاول يخص المشرع  " الذي يضع القانون " ان كان المشرع يريد تطبيق الشريعة سيسن قانونا يحتوي علي هذه الاحكام والدستور لا يجب ان يكون مفصلا بل هو اطار عام يجي ان تكون المواد قليلة الالفاظ والتفاصيل تكون في القانون
الاهم يا سادة ليس معركة الدستور هذه وانما هو مجلس الشعب القادم الذي يشرّع القوانين

وليفهم الجميع ان رفض الدستور من القوي الاخري لا يخص ابدا الشريعة الاسلامية في المقام الاول فهم يعرفون ان مجلس الشعب القادم اغلبيته اسلامية باذن الله تعالي وسيسن قوانين في صالح الشريعة الاسلامية ولكن رفضهم للدستور يأتي من اطارين

الاطار الاول : انهم يريدون تأخير التحول الديموقراطي فبرفض الدستور لن ينتخب مجلس الشعب وسنظل في دائرة مغلقة لن نخرج منها وبالتالي يسخط الناس علي النظام الاسلامي المتمثل الان برئيس الدولة والذي لن يستخدم سلطته التشريعية الا في اضيق الحدود كما وعد من قبل

والاطار الثاني : انهم يرفضون مادة واحدة فقط في الدستور وهي استمرار الرئيس الحالي حتي انتهاء ولايته

افيقوا قبل ان تجدوا انفسكم مرفوضين من الاغلبية الصامتة
سيروا وراء الجمعية التأسيسية المنتخبة وأعطوها اقتراحاتكم من أجل الخروج من هذا النفق المظلم فما معني ان ننادي بأننا دولة مؤسسات ونحن لم نترك الجمعية تعمل دون التأثير عليها دعوهم يعملوا في مناخ مهيأ لكي يخرجوا لنا دستور يليق بمصر وفي كل الاحوال باذن الرحمن في مصلحة الشريعة ان كانت الاغلبية القادمة في مجلس الشعب من الاسلاميين

اللهم ائذن لشرعك ان يحكم الارض وان يسود وائذن لكتابك ان يعود ويقود
اللهم حكم فينا ما انزلت
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
هذا فما كان من توفيق فمن الله تعالي وحده وما كان من خطأ او جهل او سهو او نسيان فمني ومن الشيطان واعوذ بالله ان اذكر به وانساه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد:

  1. مقال بصراحه جميل وخصوصا النقطتيين الاخيرتين تعطيل جمعيه وضع الدستور من اجل سخط الناس وبقاء الرئيس حتي نهايه مدته المهم اننا حاليا نعاني من عدم ترتيب الافكار والاولويات والمنطلقات نعاني فقدان للذاكره الحضاريه

    ردحذف