السبت، يوليو 13، 2013

الجماعة المسلمة ... بين المذبحة وغزوة أحد





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه والله اكبر ولله الحمد

ثم اما بعد :

كنت اصلي بالأمس قيام الليل وكنت اقرأ في سورة ال عمران توقفت قليلا وانا اقرأ قول الله تعالي : ( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا )

ايها الاخوة الاحباب ان تنزيل آيات القران الكريم علي الواقع
جانب مهم في تفسير القرآن وتقريب معانيه للأفهام  وقد عني المفسرون - قديماً وحديثاً- بتنزيل الآيات على الواقع، والمقارنة بين الأحداث المستجدة في عصورهم وما يناسبها من آيات القرآن وتوجيهاته

ولعل ما جاء في بدائع التفسير للإمام ابن القيم من انكاره علي من فصل بين القران والواقع فبعد تفسيره لقل الله تعالي ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات  ولا في الارض ... )

قال :[ فكفى بهذه الآية نورا وبرهاناً ونجاة وتجريداً للتوحيد، وقطعاً لأصول الشرك ومواده لمن عقلها . والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها، ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له، ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل لم يعقبوا وارثاً، وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن، ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم او دونهم وتناول القران لهم كتناوله لأولئك . ]

 
فهذا القول المختصر للإمام ابن القيم - رحمه الله- يبرز منهجه ورأيه في المسألة التي هي محل موضوعنا تنزيل الآيات على الواقع

نعود الي ما توقفت عليه في سورة ال عمران بالأمس حيث قال المولي تبارك وتعالي : ( وما أصابكم يوم التقي الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين . وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر اقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون . الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين . ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )

ان الآيات وان كانت تتحدث عن غزوة أحد وما حدث فيها الا وان لنا فيها عبرات وعظات
ان النبي الكريم صلي الله عليه وسلم وصحابته حينما خرجوا من المدينة لجبل أحد لملاقاة من يحارب المشروع الاسلامي في بدايته مدافعين عنه بدون سابق انذار وبخيانة تراجع بعض من يدعون انهم يدافعون عن الاسلام بقيادة الخائن الاكبر عبدالله بن أبي بن سلول ليبث الزعزعة والاهتزاز بين الصفوف المسلمة ليأخذ معه بعضا من المسلمين ممن أعجب بكلامه المعسول وتلك خيانة كبري للمشروع الاسلامي .

ولكن قال المولي تبارك وتعالي عما حدث من ايذاء ومصاب للمسلمين في هذه الغزة من استشهاد العشرات من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنه بإذن الله تعالي حتي يعلم المؤمن من المنافق الذي قيل له تعال قاتل معنا من اجل اعلاء كلمة الدين وان لم تقاتل تعال ادفع عنا او كثر سواد المسلمين
ردوا عليهم لو نعلم انه قتال لاتبعناكم وكان الرد اقوي من عبدالله بن عمرو بن حرام اذهبوا أعداء الله فسيغني الله رسوله عنكم
ووصفهم الله تعالي قائلا : ( هم للكفر اقرب منهم للإيمان يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) يدعون انهم مع الاسلام والاسلام منهم براء ...

ليس هذا وفقط ولكن بعد ما قتل الصحابة رضوان الله عليهم لم يأسفوا لهذه الارواح ولكن كان تعليقهم ( لو أطاعونا ما قتلوا ) هي لغة واحدة مازالوا يعيشون في وهمهم وان كلامهم هو الحق وان الجماعة المسلمة لو كانت اطاعتهم وما ارادوا لما قتل منهم احد
ولكن الله تعالي يقول ( قل فادرءوا عن انفسكم الموت ) هذا اعتقاد المؤمنين وليس للمنافقين فيه سبيل
ثم عقب الله تعالي بحقيقة ثابتة وهي ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )
ان من قتل في سبيل الله ليس بميت بل هم يفرحون في الجنة بما آتاهم الله من فضله وينتظرون اخوانهم الذين لم يلحقوا بهم ويؤكدون انهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
..... اكثر ما شدني هو قول الله تعالي ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء )

قال علماؤنا : لما فوضوا أمورهم إليه ، واعتمدوا بقلوبهم عليه ، أعطاهم من الجزاء أربعة معان : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتباع الرضا . فرضاهم عنه ، ورضي عنهم

هذه هي العقيدة المؤمنة حينما يقال لها ان الناس سيقتلونكم يكون الاجابة هي ان الله تعالي هو حسبهم ونعم الوكيل ولهذا تكون البشرى من الله تعالي انهم سينقلبون بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء

فالزموا ايها الجماعة المؤمنة قول حسبنا الله ونعم الوكيل ..... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق