الأربعاء، سبتمبر 11، 2013

أصحاب الأخدود .... قصة نصر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلي اله وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد :

يقول المولي تبارك وتعالي في كتابه العزيز وهو اصدق القائلين : (وكان حقا علينا نصر المؤمنين )
وقال عز وجل : ( ان تنصروا الله ينصركم )
وقال سبحانه : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون )

* إن هذه الآيات وأمثالها تشير إلى نصر الله وإعزاز أهل الإيمان ممن يحرصون على الدعوة ويتحملون المشاق في سبيلها سواء كان الداعية رسولاً كريمًا أو أحد المؤمنين، وهذا الإعزاز والانتصار والتمكين يكون في الحياة الدنيا قبل الآخرة

* إن قصة الغلام مع الملك الكافر من أوضح القصص في تمكين الله تعالى للدعاة في تبليغ رسالتهم وأداء أمانتهم

* لقد انتصر الغلام بعقيدته على الملك الكافر، وتمكن منهجه الرباني في نفوس رعايا الملك المشرك الغادر, وثبتوا على عقيدتهم وضحوا بأنفسهم من أجل إيمانهم وعلموا البشرية معنى من معاني الانتصار

* إن المعركة بين المؤمنين وخصومهم هي في صميمها معركة عقيدة، وليست شيئًا آخر على الإطلاق, وإن خصومهم لا ينقمون منهم إلا الإيمان، ولا يسخطون منهم إلا العقيدة

* إن المتأمل في قصة الغلام يجد أن الغلام انتصر بعقيدته ومنهجه, وكذلك الراهب الذي ثبت من أجل أن تبقي عقيدته في مقابل أن تزهق روحه

* لقد كان الغلام ذكيًا, وحين سنحت له فرصة عظيمة في تبليغ رسالة ربه، اغتنمها وحقق معاني عظيمة في مفهوم النصر والتمكين حتي وان كان ذلك علي حساب حياته رخيصة في سبيل دعوة ربه

* إن الناس يقيسون بظواهر الأمور، ويغفلون عن قيم كثيرة وحقائق كثيرة في التقدير
و يقصرون معنى النصر على صورة معينة معهودة لهم ، ولكن صور النصر شتى، وقد يلتبس بعضها بصور الهزيمة عند النظرة القصيرة ..
 إبراهيم عليه السلام وهو يلقي في النار فلا يرجع عن عقيدته ولا عن الدعوة إليها ..
أكان في موقف نصر أم في موقف هزيمة؟

 ما من شك -في منطق العقيدة - أنه كان في قمة النصر وهو يلقى في النار, كما أنه انتصر مرة أخرى وهو ينجو من النار

* لقد انتصر الغلام بقوة فهمه وإدراكه لأقصر وأسلم الطرق لنصرة دينه وعقيدته، وإخراج أمته من الضلال إلى الهدى

 وانتصر عندما وفق لاتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب، متخطيًا جميع العقبات، ومستعليًا على الشهوات وحظوظ النفس ومتاع الحياة الدنيا

وانتصر على هذا الملك المتجبر المتغطرس، الذي أعمى الله قلبه، فأخرب ملكه بيده، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

* لقد كان الانتصار العظيم في المعركة بين الكفر والإيمان لصالح موكب التوحيد، لقد استشهد فرد وحيت بسببه أمة فآمنت برب الغلام
إن دقة التخطيط وبراعة التنفيذ، وسلامة التقدير، نجاح باهر، وفوز ظاهر

* مَنْ المنتصر؟ الذي نصر عقيدته ودين ربه، وحُرّق بضع دقائق، ثم انتقل إلى جنات النعيم، أو ذلك الذي تمتع بأيام في الحياة الدنيا ثم مآله - إن لم يتب - إلى عذاب جهنم وعذاب الحريق؟
هل هناك مقارنة بين الحريق الأول، والحريق الثاني.. حريق الدنيا وحريق الآخرة؟

* ان دخول الجنة مع الشهادة في سبيل الله نوع من التمكين.

* وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها باستشهاده، وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة ويحفز الألوف إلى الأعمال الكبيرة، بخطبة مثل خطبته  الأخيرة التي يكتبها بدمه، فتبقى حافزًا محركًا للأبناء والأحفاد، وربما كانت حافزًا محركًا لخطى التاريخ كله مدى أجيال

* إن أصحاب المواقف الإيمانية هم دائمًا الرابحون، فعندما يدفع الإنسان المؤمن حياته وعمره ودنياه مقابل الجنة والنعيم الدائم والخلود الأبدي يكون ربح ربحًا وفيرًا وفاز فوزًا عظيمًا

* إن انتصار منهج الله والتمكين له وتعرف الناس عليه، يحتاج إلى رجال يرفعون أصواتهم حتى يسمع الآخرون

نحن مطالبون بالوقوف في وجه الظلم قال المعصوم صلي الله عليه وسلم ( ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس ان يتكلم بالحق اذا علمه الا ان افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )

ولسنا مطالبون بالنتائج لا ما هي ؟ ولا متي ستكون ؟ ولا كيف ستكون ؟؟
لان فرج المولي تبارك وتعالي يأتي علي غير معقول العقول
ولكن ثقتنا في نصر الله تعالي كبيرة الا
ان نصر الله قريب 

هناك 8 تعليقات:

  1. مقال رائع نفع الله بك وزادك من فضله وعلمه

    ردحذف
  2. ألاإن نصر الله قريب

    ردحذف
  3. من الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأخدود أن الحق سينتصر لا محالة ولو هلك جميع رجاله ,, لكن يجب عليك أن تختار ,, إما أن تكون مع فريق الحق الذي أهلكه الملك الظالم ,, أو أن تنتظر عذاب الله الذي سيهلك الملك وجنده

    ردحذف
  4. ولسنا مطالبون بالنتائج لا ما هي ؟ ولا متي ستكون ؟ ولا كيف ستكون ؟؟
    لان فرج المولي تبارك وتعالي يأتي علي غير معقول العقول
    ولكن ثقتنا في نصر الله تعالي كبيرة الا ان نصر الله قريب

    رااااااااااائع
    الفقرة الاخيرة لابد ان يعيها كل الاسلاميون لان ما يعنينا جنة الله وكل الطرق التي تؤدي اليها هي طرقنا وسبلنا ايا كان ما يعترينا جراء السير فيها من مشاق ومتاعب اما نصر الدين فرب الدين اغير علي نصرة دينه منا لكن يؤجله للتمحيص
    المهم ان نتوفي علي هذا الطريق فاللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا علي طاعتك وعلي دينك وعلي طريقك المستقيم

    ردحذف
  5. جزاك الله كل خير و يا رب يكون في ميزان حسناتك

    ردحذف
  6. مقالة ممتعة، تجعل معنوياتك تحلق إلى عنان السماء، حفظك الله يا ابن الإسلام، وأكرر معك:ثقتنا في نصر الله تعالي كبيرة الا ان نصر الله قريب.
    على عبدالحفيظ

    ردحذف