بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد لله
والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله صلي الله عليه وعلي اله واصحابه ومن والاه والله
أكبر ولله الحمد
تكلمنا في الحلقة
السابقة عن طريق كليم الله موسى من بعثته الي
يوم الزينة ووجدنا ان
بطانة السوء دائما تفعل ما يكون علي هوى الطاغية فاتهموا موسى بالفساد في الارض واتخذوا دورا اعلاميا في تحريض فرعون وتحريض الناس علي الفئة المؤمنة بكيل الاتهامات الباطلة لهم
ووجدنا ان جميع الدعوات علي مر الأزمان تقابل بالاتهامات فاتهم موسى عليه السلام بأنه ساحر واتهم بانه مجنون واتهم بأنه يريد بهذه الدعوة السلطة والكبرياء كما أنهم قابلوا دعوته عليه السلام بالاستهزاء والضحك والاستهانة من شأنه وكالعادة أيضا بعد نفاذ الحجج يلجا الطغاة الى التهديد والوعيد
ووجدنا أن طغاة مصر دائما يلجئون الي السجن ظلما
ووجدنا أن الشباب دائما هم الاقرب من الشيوخ في الايمان بدعوات الاصلاح لأنهم لم يتأثروا بالعادات والتقاليد
نتكلم في هذه الحلقة عن طريق كليم الله موسى عليه السلام وما استفدناه من دروس وعبر من هلاك الطاغية وما بعده وبعد دراسة ما جاء في القران الكريم تبين أنه :
بطانة السوء دائما تفعل ما يكون علي هوى الطاغية فاتهموا موسى بالفساد في الارض واتخذوا دورا اعلاميا في تحريض فرعون وتحريض الناس علي الفئة المؤمنة بكيل الاتهامات الباطلة لهم
ووجدنا ان جميع الدعوات علي مر الأزمان تقابل بالاتهامات فاتهم موسى عليه السلام بأنه ساحر واتهم بانه مجنون واتهم بأنه يريد بهذه الدعوة السلطة والكبرياء كما أنهم قابلوا دعوته عليه السلام بالاستهزاء والضحك والاستهانة من شأنه وكالعادة أيضا بعد نفاذ الحجج يلجا الطغاة الى التهديد والوعيد
ووجدنا أن طغاة مصر دائما يلجئون الي السجن ظلما
ووجدنا أن الشباب دائما هم الاقرب من الشيوخ في الايمان بدعوات الاصلاح لأنهم لم يتأثروا بالعادات والتقاليد
نتكلم في هذه الحلقة عن طريق كليم الله موسى عليه السلام وما استفدناه من دروس وعبر من هلاك الطاغية وما بعده وبعد دراسة ما جاء في القران الكريم تبين أنه :
* أنصار الحق علي قلتهم دائما يكونون صداعا في رأس الطغاة وهي ايه كبرى من آيات الله في الحق والباطل ( ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائظون ) ستبقي هذه الآية بقاء السنين مع أن فرعون طاغية الا انه يخاف من موسى ومن معه وهم قلة
* لم يشفع ضعف أهل مصر لهم في اتباعهم للطاغية أمام الله تعالي بل وصفهم الله تعالي في كتابه بأنهم كانوا فاسقين ( فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين ) وكانت عاقبة إطاعتهم للطاغية فرعون أن أضلهم الطريق وأبعدهم عن الرشاد قال تعالي ( وأضل فرعون قومه وما هدي ) وهل أعانه علي ضلاله واضلاله سوى ضعفهم وهوانهم
* لم يفصل سبحانه وتعالي بين فرعون الامر وبين جنوده الذين ينفذون الاوامر بل كانوا في الخطأ والمعصية سواء قال تعالي ( ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )
* وكما لعن الله تعالي قوم هود لاتباعهم امر كل جبار عنيد أيضا لعن الله تعالي أهل مصر في الدنيا والاخرة وأوردهم النار وبئس هذا الورد لأنهم اتبعوا أمر الطاغية فرعون قال تعالي (فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) ولم يلحق المولي سبحانه بقوم من اقوام الانبياء الا لهذا السبب وهو اتباع المتجبر والسكوت عن الظلم
* المستعبدين في كل زمان يلفظون دائما دعوات الاصلاح ويرفضونها بدافع الخوف كما قال الله تعالي ( علي خوف من فرعون وملائه ) لا سيما ان ظلم الطاغية يزداد بعد ظهور الحقائق ليزيدهم خوفا فكان رد المستعبدين من أهل مصر علي نبي الله موسي ( قالوا اوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ) اي انهم لم يستفيدوا بفترة وجوده بينهم وارساله لهم لإنقاذهم من ظلم الطاغية فهو يؤذيهم ويظلمهم بعد ارساله كما كان يؤذيهم من قبل
* قبل أن يتكلم المولي سبحانه وتعالي عن هلاك الطاغية فرعون سبق ذلك فترة اخذ ال فرعون (ولقد اخذنا الي فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ) ففي الآية اراد الله تعالي أن يبين انه تعالي ما اخذهم بضيق العيش الا رجاء أن تذكرهم هذه الشدة بالله وضعفهم أمام قوة الله وعجز المتكبر الجبار عن حل هذه المشكلات
* ( فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) انظر الي أهل مصر يرون أن موسى هو السبب في كل ما وصلوا اليه من خسائر وغفلوا عن سيئات أنفسهم وظلمهم لأنفسهم وتناسوا أنهم هم من أعانوا الظالم علي أن يظلمهم بسكوتهم وخوفهم
* حينما زاد بطش الطاغية أمر الله نبيه موسي ان يخرج هو ومن آمن معه ولكن الطاغية لم يرض لبني اسرائيل أن يتركوا له المكان الذي هو فيه ويفروا بدينهم الي جهة أخري( فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ) بل كان من جبروته أن يتبعهم هو وجنوده ليحولوا بينهم وبين الهجرة وذلك منتهي القسوة وامعان الظلم
* ( قال أصحاب موسى انا لمدركون قال كلا .. ان معي ربي سيهدين ) ما اجمل هذه الثقة بالله تعالي من كان الله معه فلن يغلبه أحد ... الله معه فمن عليه
* ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) هذه اية الله في فرعون الذي ملأ الارض بطشا وظلما وادعي انه الرب الأعلى فأغرقه الله في اليم واخرج جثمانه جثة هامدة لا تستطيع الحركة يجعلها الله عبرة لمن يأتي بعده من الملوك الظالمين والحكام المستبدين
* (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) اورث الله تعالي الذين كانوا يقهرون ويستذلون وأوفي الله تعالي بوعده لهم بالنصر والتمكين في الارض ولكن علل سبحانه وتعالي هذا التمكين أنهم صبروا وفي ذلك تنبيه على فائدة الصبر وأن الصابر صائر إلى النصر وتحقيق الأمل
* بعد أن أهلك الله الطاغية مر قوم موسي علي قوم ( وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتوا علي قوم يعكفون علي أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة ) خلق التقليد والانسياق متمكن في نفوسهم لذلك وصفهم نبي الله موسى عليه السلام بالجهل ( قال انكم قوم تجهلون)
* (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ) مع أن السامري هو من فعل هذه الفعلة الا ان القران الكريم نسب الفعل لكل القوم ليعلمنا ان من رضي علي فعل المنكر هو مشارك فيه كما نسب عقر ناقة نبي الله صالح لثمود جميعهم مع ان المتعاطي هو من عقر الناقة وحده فالمعاصي والمنكرات تنسب للفاعل كما انها تنسب ايضا لمن رضي بفعله
* حينما عاد نبي الله موسي الي قومه بعد ان قام السمري بصنع العجل ليعبده قومه القي ما بيده من الواح التوراة ( ألقي الالواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه ) غضب نبي الله موسى علي أخيه هارون وذلك لضعف سياسته مع أنه نهاهم عن ما يفعلون ( وقال يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري ) ولكنه لم يكن ذا عزيمة في خلافته فيهم فطمع القوم في حلمه ولين جانبه فاتخذ السامري هذا فرصة وأضل القوم بعمل العجل مستغلا سذاجتهم وجهلهم
* نأتي لجانب آخر وقصة اخري من قصص بني اسرائيل وهي قصة الذين اعتدوا بعدما نهاهم الله تعالي عن الصيد يوم السبت وكانوا يحتالون ليصطادوا في هذا اليوم فكان من بين القوم جماعة قاموا بالنصح والنهي عن فعل ما لا يرضي الله تعالي ( واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا ) يرينا الله في هذه الاية ان طائفة من أهل القرية استولي عليها اليأس وانقطع عنها الامل في صلاح من معهم فأخذت تنكر علي الواعظين وعظهم وعلي المصلحين إصلاحهم - وسبحان الله - وتسألهم ما فائدة الوعظ وما قيمة الارشاد ماذا تأخذون وماذا قدم او سيقدم لكم ما تفعلون
* كان الجواب من الطائفة الواعظة الناصحة ( معذرة الي ربكم ) اي انهم يعظونهم وعظ يعتذرون به الي الله تعالي عن السكوت وقد أمر الله تعالي بالتناهي عن المنكر ( ولعلهم يتقون ) رجاء في انتفاعهم بالموعظة لم يفقدوا الامل ولم ييأسوا من رجوع المخطئين الي الحق وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الدعاة الي الله تعالي
* لذلك ينبغي علي الداعي الي الله تعالي ان لا ييأس من الاصلاح وان يعلم ان للوعظ أثره وغايته في النفوس وان كانت الغاية مختلفة فمن النفوس ما هو مستعد ومنها ما هو غير مستعد ولا غني للداعي عن الصبر علي ذلك النوع ومن الجهل أن يعتقد الداعي ان ثمرة وعظه لابد أن يجدها في الحال فالداعي الي الله كفلاح في أرض والارض معادن منها الصالح الذي يجني ثمره بمجرد وضع البذر ومنها غير الصالح الذي يحتاج الي زمن طويل وكل مجهود يقوم به الزارع في الارض لا يضيع
* ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ) ولولا نهيهم عن المنكر لهلكوا كما هلك المذنبون ولكن أنجاهم الله تعالي لنهيهم
* (وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) العذاب من الله تعالي لا ينزل علي قوم في الدنيا الا بالإصرار والاستمرار وهذا ما وجدناه في قوله تعالي ( بما كانوا يفسقون ) وليس من سنته سبحانه أن يؤاخذ كل ظالم في الدنيا بكل ظلم يقع منه قل أو كثر لذلك قال تعالي ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك علي ظهرها من دابة ) فالله تعالي حكيم في ارجاء العقوبة عليم بما تقتضي به المصلحة فلا تستعجل اخي الداعي هلاك الطغاة انما يؤخرهم سبحانه وتعالي حتي اذا اخذهم لم يفلتهم
الخلاصة ::
1 - مع ان فرعون كان طاغية الا انه كان يخشي القلة المؤمنة
2 - الضعيف الخائف المشارك في المنكر يناله نفس عقاب الطواغيت
3 - اتبع الله تعالي قوم فرعون اللعنة في الدنيا والاخرة لاتباعهم امر فرعون المتجبر
4 - دائما يتهم المستعبدين اصحاب الدعوات بأنهم السبب في مشاكلهم
5 - قبل هلاك الطغاة يسبقها فترة ضيق في العيش لعلهم يتذكرون
6 - ما اروع ثقة موسى عليه السلام بربه ونصره حتي مع ان البحر امامهم وفرعون خلفهم
7 - أنجي الله جثة فرعون ليكون عبرة وعظة للطغاة
8 - الصابر صائر الي النصر وتحقيق الامل
9 - نسب الله فعل العجل للقوم لانهم رضوا بفعل السامري
10 - غضب نبي الله موسى من أخيه هارون لضعف سياساته ولأنه لم يكن ذا عزيمة في خلافته
11 - ليس للداعي الي الله ان يفقد الامل وييأس من رجوع المخطئ للحق
12 - لولا نهي الدعاة عن المنكر لهلكوا مع المذنبين
13 - عذاب الله لا ينزل الا بالإصرار والاستمرار
هذا وما كان من
توفيق فمن الله تعالي وحده وما كان من خطا او جهل أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان
واعوذ بالله ان
اذكر به وانساه وأعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون منه الي الجنان ويقذف به في النيران
اللهم انفعنا بما
علمتنا وعلمنا ما ينفعنا
اللهم اجعل القران
العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا اللهم ذكرنا منه ما نسينا
وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار علي الوجه الذي يرضيك
عنا
امين امين امين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
لمتابعة الحلقة الاولي : الدعوة الي الله طريق الانبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثانية : بداية الطريق .. نوح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثالثة : طريق هود عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الرابعة : طريق صالح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الخامسة : طريق أبي الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السادسة : طريق لوط عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السابعة : طريق خطيب الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثامنة : طريق كليم الله من نشأته الي بعثته
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة التاسعة : طريق كليم الله من بعثته الي يوم الزينة
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الاولي : الدعوة الي الله طريق الانبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثانية : بداية الطريق .. نوح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثالثة : طريق هود عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الرابعة : طريق صالح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الخامسة : طريق أبي الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السادسة : طريق لوط عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السابعة : طريق خطيب الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثامنة : طريق كليم الله من نشأته الي بعثته
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة التاسعة : طريق كليم الله من بعثته الي يوم الزينة
اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق