كتب احد الاصدقاء هذا الكلام وهو ان الديمقراطية كفر بين وانه مسلم وضد الديمقراطية
فمن باب حديث الرسول صلي الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) احببت ان اوضح له ان الاسلام وان خلا من المصطلح فهو لم يخلو من المراد أو المفهوم منه
فبدأت معه الكلام
بقول الرسول صلي الله عليه وسلم :(خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتحبون ان يسب الله ورسوله ؟)
ان الكلام المبهم من غير ايضاح يجعل من لا يعرف يقول نحن لا نريد الاسلام وتكون انت السبب في ذلك ....!!!.
وحكمك علي الديمقراطية بالكفر حكم ظالم لأنك استندت في الحكم بانها قد تكون وقد تاتي وقد تؤدي
فمثلا اذا قام الطبيب باغتصاب المريضة نخرج ونقول الطب حرام ام نقول ان ما فعله الطبيب هذا هو الحرام ؟؟؟
( ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب ان الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون )
فان السياسة ليست ما قاله الشرع ولكن السياسة الصحيحة هي كل ما وافق الشرع
فالديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ بالإجمال علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثريّة
وهذا ما حدث حينما توفي النبي صلي الله عليه وسلم فلم يعين احدا وانما ترك الامر للشوري للتداول السلمي للسلطة وحكم الاكثرية من الصحابة لاختيار من يحكمهم
وما مقولة ابن الخطاب ببعيد ( فان رايتم في اعوجاجا فقوموني )
فللشعب ان يعين حاكمه وله ان ينصحه ويقومه ويعزله ان اراد الشعب
فهل بعد كل هذا يرفض المسلم مفهوم الديمقراطية ؟؟؟؟
وسألته سؤالا اخر وهو ما هي مبادئ الديمقراطية التي ترفضها كمسلم فكانت الاتي :
المبدأ الاول مبدأ سيادة الشعب الشعب هو مصدر السلطات و الله عز وجل يقول فى كتابه "ان الحكم الا لله " " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" و هكذا ان سلطة التشريع هى لله عز وجل و منهجية العمل فى الاصول العامة تحددها الشريعة التى هى من عند الله لا الشعب
:فكان الرد
** ليس معني ان الشعب مصدر السلطات ان نحرم ما احل الله ونحل ما حرم الله ولكن ان نتشاور في امور الدنيا وانظر الي الحديث الذي يقول
عن عائشة رضي الله عنها أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ أَصْوَاتًا ، فَقَالَ : " مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ ؟ " ، قَالُوا : النَّخْلُ يَأْبِرُونَهُ ، فَقَالَ : " لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلُحَ ذَلِكَ " ، فَأَمْسَكُوا ، فَلَمْ يَأْبِرُوا عَامَّتَهُ ، فَصَارَ شِيصًا ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ ، وَكَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ " ، و في لفظ مسلم :" فَقَالَ : مَا لِنَخْلِكُمْ ، قَالُوا : قُلْتَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ "
فكيف رد النبي صلي الله عليه وسلم
وانظر يوم بدر حين قال له الحباب بن المنذر امنزل انزلكه الله ام هو الراي
وماذا رد عليه النبي فقال بل هو الراي
و مبدأ حرية التدين و الاعتقاد و فى الاسلام هناك حد الردة لمن يرتد عن دينه
فكان الرد :
** مبدأ حرية الاعتقاد موجود في الاسلام ايضا ولكن لغير المسلمين ( لكم دينكم ولي دين )
( لا اكراه في الدين ) (أفأنت تُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين)
اما المسلمون يحكمهم الاسلام بما فيه حد الردة والردة ليست من حرية الاعتقاد بل هي التلاعب بالمعتقدات
و لها ضوابط تحكمها
ومبدأ حرية التعبير و الافصاح و الدنمارك اقرب مثال سبوا النبى صلى الله عليه و سلم و حرقوا المصحف الشريف بهذا المبدأ
فكان الرد :
**اما مبدأ حرية التعبير فما اروع من موقف النبي حينما جاءه اعرابي وجذبه وقال له اعطني فانه ليس مالك ولا مال ابيك
فعلا اراد عمر ان يضرب عنقه ولكن ماذا كان من النبي الا ان تركه واعطاه ليس لانه ضعيف ولكن ليعلم النبي العالم اجمع ان الاسلام يكفل مبدأ حرية الراي
ومبدأ الاكثرية المطلقة وانها يمكن وان تاتي بالرجل الفاسد والذي لا يصلح
فكان الرد :
** وليس ماحدث في غزوة احد يجهله المسلمون بنزول النبي صلوات ربي عليه وسلامه علي راي الشباب ( الاكثرية ) في الخروج لملاقاة المشركين بعدما رفض الشيوخ حتي وان خالف راي النبي نفسه وهو يعلم ان الخروج ليس بالخيار الاصح وانما نزولا علي راي الاغلبية
والمساواة بين الابرار و الفجار
فكان الرد :
**اما مبدأ المساواة فموجود في الاسلام ولا فرق لعربي علي اعجمي الا بالتقوي والذي يحكم التقوي هو الله وحده
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
وما اروع قول النبي في المساواة في تطبيق الاحكام : ( انما اهلك من كان قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ... وأيم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ) فلا فرق في الاسلام بين شريف وضعيف
الديمقراطية قد تكون خطر على العالم فاذا ما قرر شعب امريكا مثلا محاربة العراق و الشعب اغلبيته و افق و امريكا قوى عظمى و موازين القوى تتجه نحوها يتم حرب العراق دون الاهتمام بالقانون الدولى
فكان الرد :
**ان مافعلته امريكا لايختلف اثنان في العالم علي انه جريمة عظمي حتي الجنود الامريكيون نفسهم كانوا لا يريدون هذه الحرب وكما قلت في البداية فعل امريكا لا يعطي الحكم المطلق للديموقراطية بالكفر البين
فما كان من هذا الصديق العزيز الا ان قال كلمة اعجبتني :
(هذه هى مبادئ الديمقراطية و هذه المبادئ الغير مقيدة تخالف شريعتنا لكن نستطيع ان نقول اننا مع الديمقراطية بشرط ان لا تحل ما حرم الله و ان لا تحرم ما احل الله و تأتى بالمصلحة و تدرء المفسدة وان تكون شريعة الأمة و دستورها و قوانينها توافق ديننا و لا تخالفه و لا تكون شريعة الأمة شريعة البشر و ان النظام الاقوم و صاحب الأفضلية هو نظام الشورى فى الاسلام)
ورحم الله الامام البنا حينما اوضح موقفه من الدعوات المختلفة حيث قال في رسائله :
و موقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب و بلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به و ما خالفها فنحن براء منه و نحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به و أشارت إليه
جميل الموضوع
ردحذفوفقكم الله