الجمعة، مايو 20، 2011

البدعة ... بين الرفض والتأييد



منذ خمسة أيام وجدت في المدينة الجامعية إعلانا لإقامة صلاة قيام ليل جماعي في مسجد المدينة الليلة الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ففرحت فرحا شديدا لاني وجدت هذا تذكيرا جيدا لسنة قال عنها النبي صلي الله عليه وسلم " شرف المؤمن قيام الليل " غير انها ستصلي جماعة وصلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ ( الفرد) بسبع وعشرين درجة

* انتظرت في غرفتي الميعاد الذي غاب عنا بسبب أمن الدولة وفي قلبي فرح شديد لاني احسست ان الاسلام سيعود  إلينا مرة أخري

*وعندما دقت الثانية عشرة نزلت مسرعا كي ألحق بالجماعة من أولها وبالفعل دخلت المسجد وكان صوتا جميلا يشدوا في المسجد كانوا أربع ركعات جميلة جدا ....


  • بعدها بيوم سألني أحد أحب أصدقائي إلي قلبي وقال لي أصليت أمس قلت له الحمد لله قال لي : هذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
  • قلت له يا اخي هذه سنة قيام الليل والاصل في الاشياء الاباحة قال لي متهكما : السنة ما قام به النبي من قول او فعل او تقرير والنبي لم يصلي قيام الليل في جماعة والاصل في الاشياء وليس في العبادات والصلاة من العبادات  
  • فسألته وماذا عن صلاة التراويح فلم تصلي جماعة الا في عهد الفاروق عمرهل هي بدعة  ؟؟  قال لي : قال النبي عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي
**** حقيقة لم استطع ان ارد عليه لاني لم اكن قرأت جيدا في البدعة وتعريفها
احترت من أمري وقلت في نفسي ما هذا الهراء بل ماهذا الظلم الذي لم ولن أصدق أن يكون في الاسلام أأصلي لله تعالي صلاة وتدخلني النار لأنها بدعة وحزنت كثيرا
هداني الله لأن ابحث عن معني البدعة والسنة وما هو المراد من قول النبي صلي الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فبعد بحثي وجدت ما اشفي صدري ............



السنة من السَـن, وهو انتهاج الطريق والمنهج , فسنة كل أحد هى طريقته التى يتبعها, ومنهجه   فى أمر الدين أو غيره ولذا جاء الحديث: "من سن سنة حسنة… ومن سن سنة سيئة
 والسنة فى اصطلاح الشرع اخُتلف فى معناها باختلاف المباحث التى تناولتها وقامت بتحديدها.
** فعلماء الأصول يطلقون السنة ويخصون بها ما كان غير القرآن مما صدر عن النبى  من قول أو فعل أو تقرير.
**  وعلماء الحديث يعرفونها بأنها ما أضيف إلى النبى من قول أو فعل أو تقرير أو صفه خُلُقية أو خَلْقية, وما اتصل بالرسالة من أحواله الشريفة قبل البعثة ونحو ذلك.
**  وعلماء الفقه اختلفت تعريفاتهم تبعاً لاختلاف أنظارهم, فقالوا: ما فى فعله ثواب وليس فى تركه عقاب. وقال البيضاوى فى المنهج: ما يحمد فاعله, ولا يذم تاركه, ويسّمى سنة ونافلة. وقالت الحنفية: السنة هى الطريقة المسلوكة فى الدين, يطالب بإقامتها بلا فروض ووجوب
ووجدت ما يسمي بسنة الترك :
عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول الله : " ما أحل الله فى كتابه فهو حلال, وما حرم فهو حرام, وما سكت عنه فهو عفو, فاقبلوا من الله عافيته, فإن الله لم يكن لينسى شيئاً.. ثم تلاً (وما كان ربك نَسِياَّ)
ورى البخارى وأحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى  قال:" دعونى ما تركتكم, فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم, واختلافهم على أنبياتهم, فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه,وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم"
إن الحرام ما ورد نص بتحريمه, أو دلت الشريعة على تحريمة باستعمال الأدلة الشرعية بلا تعسف ولا تكلف, وأن الفرض ما دلت الشريعة على فرضيته, وأن بين الفرض والحرام مرتبة متوسطة أساسها العفو, وطرفاها المندوب والمكروه, وعلى ذلك فعلى المسلم ألا يتعمّق فى البحث فيها حتى يلحقها بالحرام أوالمفروض, فما تركه النبى  يُحمل على أيسر الوجوه دون تعمق فى البحث, أو تنطع واستقصاء
فالأشياء المسكوت عنها على العفو حتى يرد حكم بشأنها
  
والبدعة: من الابتداع وهى: كل شىء أحدث على غير مثال سابق, سواء كان محموداً أو مذموماً ومنه ( بديع السماوات والارض ).
  
وفى الاصطلاح :
**  قال الإمام الشافعى فى الرسالة:البدعة بدعتان: بدعة محمودة, وبدعة مذموم.
** وقال ابن حزم: البدعة فى الدين: كل ما لم يأت فى القرآن, ولا عن رسول الله إلا أن منها ما يؤجر عليه صاحبه ويعذر بما قصد إليه من الخير, ومنها ما يؤجر عليه صاحبه ويكون حسناً, وهو ما كان أصله الإباحة كما روى عن عمر رضى الله عنه:" نعمت البدعة هذه" ومنها ما يكون مذمومًا ولا يعذر صاحبه, وهو ما قات الحجة على فساده
** وقال الإمام الغزالى فى الإحياء: ليس كل ما أبدع منهيًا عنه, بل المنهى عنه بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمراً من الشرع مع بقاء علَّته, بل الإبداع قد يجب فى بعض الأحوال إذا تغيَّرت الأسباب.
** وقال الإمام ابن الأثير: البدعة بدعتان: بدعة هدى وبدعة ضلال فما كان فى خلاف ما أمر الله به ورسوله فهو فى حيِّز الذم والإنكار, وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه أو رسوله فهو فى حيزِّ المدح, وما لم يكن له مثال موجود كنوع من السخاء والجود وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة, ولا يجوز أن يكون ذلك فى خلاف ما ورد فى الشرع به وعلي هذا وعلى هذا يحمل حديث:" كل محدثة بدعة" على ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة
** وقال الدهلوى فى شرح المشكاة: اعلم أن كل ما ظهر بعد رسول الله بدعة, وكل ما وافق أصول سنته وقواعدها أو قيس عليها فهو بدعة حسنة, وكل ما خالفها فهو بعدة سيئة وضلال, وإلى هذا الاتجاه قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام والنووى وأبو شامة
** وقال ابن رجب الحنبلى فى جامع العلوم: المراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل فى الشريعة يدل عليه فليس ببدعة شرعاً, وإن كان بدعة لغة.
** ويقول الإمام حسن البنا فى التعاليم: وكل بدعة فى الدين الله لا أصل لها استحنها الناس بأهوائهم, سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه, ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التى لا تؤدى إلى ما هو شر منها, والبدعة الإضافية والتركية والالتزام فى العبادات المطلقة خلاف فقهى, كل فيه رأيه, ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان.

****  وعلى ذلك فإن البدعة الضلالة هى مَا اجتمع فيها شروط أربعة : 
     1 ـ ما أحدث مما لم يكن فى زمن التشريع.
     2ـ أن تكون فى الدين ويقصد بها القربة إلى الله تعالى.
     3ـ أن تخالف الشرع.
     4ـ ألا تكون واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وحضَّ عليه الله أو رسوله  
    
* وعلى ذلك أيضاً ولا تكون بدعة ضلالة:
     1ـ ما أحدث من مصالح دنيوية ولا يقصد بها الدين.
     2 ـ ما أحدث مما فيه مصلحة ولا تخالف الشرع.
     3 ـ ما أحدث فى الدين من تجديد سنة اندرست, أو هيئة فيها مصلحة تندرج تحت عموم وأصل ندب إليه الشرع من أفعال المعروف


روى البخارى ومالك والبيهقى وغيرهم عن عبد الرحمن بن عبد القارى أنه قال:" خرجت مع عـــمربن الخطـــاب رضى الله عنه ليلة فى رمضان إلى المسجد, فإذا الناس أوْزاع, أى جماعات, متفرقون, يصلى الرجل لنفسه, ويصلى الرجل فيصلى بصلاته الرهط. فقال عمر: إنى أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل. ثم عزم فجمعهم على أُبَىَّ بن كعب. ثم خرجتُ معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم, فقال عمر: نعم البدعة هذه, والتى ينامون عنها أفضل من التى يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوَّله"
والملاحظ فى هذا الحديث أن عمر رضى الله عنه قال: إنى أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ووافقه جميع الأصحاب على رأيه وأنه أمثل, وهذا لم يكن زمن التشريع, بل صرّح بقوله أن ذلك بدعة ولكنها محمودة فقال: نعم البدعة هذه, وأنها تكون بدعة أفضل وأفضل لو كانت آخر الليل. كما أن الحديث نفسه أثبت أمراً آخر قد ينازع فيه, وهو صلاة النافلة جماعة أو جماعات فى المسجد, فالحديث يقول:" فإذا الناس اوزاع متفرقون يصلى الرجل لنفسه, ويصلى الرجل فيصلى بصلاته الرهط" فصلاة النافلة مطلقاً جماعة وفى المساجد متفق عليها وليست من البدع المحدثة
فالحمد لله تعالي علي هذا الكلام لان الاسلام بعيد عن هذا الظلم الذي استنكرته في البداية .....
فهل بعد هذا كله  الصلاة التي أديناها ستدخلنا النار بكونها بدعة أم ان صديقي هذا أيضا لم يكن قارئا مثلي في معني البدعة ؟


هناك 4 تعليقات:

  1. والله دا تعبان ف دماغة
    لان مش كل واحد ربي دقنة يبقي بيفهم ف الدين
    انا والله تعبت من امثال الشخص دا
    وانا معرفش حكم الصلاة دي فعلا
    لكن ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

    ردحذف
  2. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:
    أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ

    ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَوْتَرَ

    ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ
    الحديث رقم 177 صحيح البخاري
    دليل ان النبي أم سيدنا عبد الله بن عباس في التهجد


    ودليل اخر
    خْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَقُمْتُ عَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ بِي هَكَذَا فَأَخَذَ بِرَأْسِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ
    سنن النسائي كتاب الامامة رقم 814

    ردحذف
  3. هروى قصة شبية لقصتك يا محمد
    والدى الله يرحمة كان من الناس الملتزمه ولا اذكى على الله احدا
    كان ديما يقدمة الناس للصلاة بهم ف المسجد اذا غاب الامام
    وفي يوم واحد كلن لسه ملتحي جديد وانا اسف ف اللفظ كان عايش فى الدور شوية فمسك والدي بعد الصلاة وقالة التالى ((ان فاتحتك باطلة وصلاة المأمومين من خلفك باطلة))
    وانا اقسم بالله ما عرفت القصه الا بعد وفاة الوالد
    والدة راح لشيخ وبكى وقالة ما حدثوقالة انا كده شلت ذنب ناس كتير انا بصلي بيهم من زمان وظل يبكي
    فقال الشيخ لة اقأ على الفاتحة فقرأها فما كان من الشيخ الا ان قال كل ما ف الامر ان المدود لديك فقط محتاجة تتظبط الحركات اللازمه لان نفسك قصير
    وليس هناك شيئ اخر
    ومرت الايام ومرض ابي مرض موتة واتى اليه هذا الشاب ليعتز عما بدى منة قديما
    وانا لم اكن ادرك الامر
    ثم حكي الشيخ قصة ابي يوم جنازتة ويم الجمعة على المنبر
    وقد حضر صديق لي الخطبة وحكي لي لان الرجل ذكر انة ابي نصا على المنبر

    مجمل القول والخلاصة انة يجب ان نتقى الله ف كلامنا وان نعي ما نقول فوالله ان هذا لتنفير في دين الله وما ادرك الا قولة صلى الله علية وسلم ((ولن يشاد الدين احد الا غلبة))
    اتمنى ان يعلمنا الله علما ينفعنا بة وان يجعلنا مبشرين لا منفرين وانا يرزقنا الجنة ان شاء الله

    ردحذف
  4. مشروعية صلاة النوافل في جماعة
    http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=85188&SecID=363

    ردحذف