بسم الله الرحمن
الرحيم
بعد الحمد لله
والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله صلي الله عليه وعلي اله واصحابه ومن والاه والله
أكبر ولله الحمد
تكلمنا في الحلقة
السابقة عن طريق خطيب الأنبياء شعيب
ووجدنا في طريقه ان قومه اتسموا بالبخس وهو النقص بالتعييب واتسموا بالإفساد في
الأرض وكأن الاعراض عن دعوات الاصلاح هو إفساد ولم يكن أهل مدين قنوعين برزق الله
لهم علي الرغم من أنهم كانوا علي سعة من الرزق الا انهم سلبوا ونهبوا
ووجدنا أن أهل مدين كانوا يتوعدون المؤمنين ويؤذونهم في الطرقات ويصدون عن سبيل الله وأرادوا بذلك ان تكون الدعوة علي هواهم
ووجدنا أيضا انه كعادة جميع الدعوات الي الله تعالي يقابل الداعي بالاستهزاء والتهكم والاستهانة به والتقليل من شأنه والاتهام بالنقائص من سحر وكذب وقابلوه بالتهديد والوعيد
ولكن قابل نبي الله شعيب ما فعله قومه بالدفاع عن نفسه وعن دعوته وبين حقيقتها وأنه لا يريد الا الاصلاح وانه لا يطلب العون الا من الله وتكلم معهم بكل ثقة وثبات بنصر الله تعالي
نتكلم في هذه الحلقة عن طريق اخر من طرق الدعوة الي الله تعالي وهو طريق كليم الله موسى عليه السلام وبعد دراسة ما جاء في القران الكريم عن نبي الله موسى تبين أنه :
* ذكرت قصة نبي الله موسى في عدة مواضع في سور كثيرة بين مطولة ومختصرة حتي أنه ذكر في القران الكريم 136 مرة
* كان نبي الله موسى عليه السلام مع تجبر فرعون وطغيانه صابرا لذلك استحق أن يكون أحد أولي العزم من الرسل الذين اصطفاهم الله تعالي من بين صفوة الخلق وهم الأنبياء ولقد قال النبي صلي الله عليه وسلم ( رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
* لقد كانت مهمة موسى عليه السلام من أشق المهمات وذلك لأن بني إسرائيل ألفوا الذل وعاشوا في الاستعباد فكان نقلهم من هذا الحال الي الحرية من أشق الأعمال ولأن فرعون مثل من أمثلة الاستبداد وعنوان للظلم واستعباد الناس
* الجدير بالذكر أن هذا الطاغية حكم مصر ما يزيد عن 67 سنة وصفه القران الكريم بأوصاف كثيرة فوصفه بالعلو ( ان فرعون علا في الأرض ) ووصفه بالطغيان ( انه طغى ) ووصفه بالإسراف ( انه كان عاليا من المسرفين ) ووصفه بالضلال ( وأضل فرعون قومه ) ووصفه بالاستكبار ( واستكبر هو وجنوده ) ووصفه بالإفساد ( انه كان من المفسدين ) ووصفه بالظلم ( فظلموا بها ) ووصفه بالخطأ ( ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) ووصفه بالقهر ( وانا فوقهم قاهرون ) كل هذه الاوصاف هي من أبشع الاوصاف واحطها
* اتصف فرعون أيضا بالتمييز العنيف بين طوائف الشعب فقد كان يقتل الابناء ويستحيي النساء ( يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم ) جعل فرعون الطاغية أهل مصر شعبين استضعف شعبا منهم قتل أبنائهم وترك نسائهم ولكن هذه الايام نرى ان المستضعفين تقتل أبنائهم وبناتهم رجالهم ونسائهم شبابهم وشيوخهم - ولا حول ولا قوة الا بالله -
ووجدنا أن أهل مدين كانوا يتوعدون المؤمنين ويؤذونهم في الطرقات ويصدون عن سبيل الله وأرادوا بذلك ان تكون الدعوة علي هواهم
ووجدنا أيضا انه كعادة جميع الدعوات الي الله تعالي يقابل الداعي بالاستهزاء والتهكم والاستهانة به والتقليل من شأنه والاتهام بالنقائص من سحر وكذب وقابلوه بالتهديد والوعيد
ولكن قابل نبي الله شعيب ما فعله قومه بالدفاع عن نفسه وعن دعوته وبين حقيقتها وأنه لا يريد الا الاصلاح وانه لا يطلب العون الا من الله وتكلم معهم بكل ثقة وثبات بنصر الله تعالي
نتكلم في هذه الحلقة عن طريق اخر من طرق الدعوة الي الله تعالي وهو طريق كليم الله موسى عليه السلام وبعد دراسة ما جاء في القران الكريم عن نبي الله موسى تبين أنه :
* ذكرت قصة نبي الله موسى في عدة مواضع في سور كثيرة بين مطولة ومختصرة حتي أنه ذكر في القران الكريم 136 مرة
* كان نبي الله موسى عليه السلام مع تجبر فرعون وطغيانه صابرا لذلك استحق أن يكون أحد أولي العزم من الرسل الذين اصطفاهم الله تعالي من بين صفوة الخلق وهم الأنبياء ولقد قال النبي صلي الله عليه وسلم ( رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
* لقد كانت مهمة موسى عليه السلام من أشق المهمات وذلك لأن بني إسرائيل ألفوا الذل وعاشوا في الاستعباد فكان نقلهم من هذا الحال الي الحرية من أشق الأعمال ولأن فرعون مثل من أمثلة الاستبداد وعنوان للظلم واستعباد الناس
* الجدير بالذكر أن هذا الطاغية حكم مصر ما يزيد عن 67 سنة وصفه القران الكريم بأوصاف كثيرة فوصفه بالعلو ( ان فرعون علا في الأرض ) ووصفه بالطغيان ( انه طغى ) ووصفه بالإسراف ( انه كان عاليا من المسرفين ) ووصفه بالضلال ( وأضل فرعون قومه ) ووصفه بالاستكبار ( واستكبر هو وجنوده ) ووصفه بالإفساد ( انه كان من المفسدين ) ووصفه بالظلم ( فظلموا بها ) ووصفه بالخطأ ( ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) ووصفه بالقهر ( وانا فوقهم قاهرون ) كل هذه الاوصاف هي من أبشع الاوصاف واحطها
* اتصف فرعون أيضا بالتمييز العنيف بين طوائف الشعب فقد كان يقتل الابناء ويستحيي النساء ( يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم ) جعل فرعون الطاغية أهل مصر شعبين استضعف شعبا منهم قتل أبنائهم وترك نسائهم ولكن هذه الايام نرى ان المستضعفين تقتل أبنائهم وبناتهم رجالهم ونسائهم شبابهم وشيوخهم - ولا حول ولا قوة الا بالله -
* على ملوك الأرض ان تعتبر بسيرة الطاغية فرعون
وما أنزله الله تعالي به من عقوبة وأن تتعظ بملكه الذي ذهب بعد ان كان له ما كان
حتي أنه قال مغترا بسلطته ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار
تجري من تحتي )
* يرينا الله تعالي في قوله ( ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .. ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) أن الضعيف لا يبقى علي ضعفه بل يتحول الضعيف الي قوى والقوى الي ضعيف والحاكم الي محكوم والمحكوم الي حاكم لان الايام دول والله تعالي هو مالك الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وقد كان يحذر فرعون ما حدث ولكن الله علي كل شيء قدير
* نبدأ طريق الكليم موسى عليه السلام بنشأته حيث أنه ولد في أحلك الأوقات وأصعبها حيث كان أهله مستضعفين ولكن مع كل هذا الاستضعاف يعد المولى سبحانه وتعالي أمه بعد أن تفقده أنه سيرده اليها وسيصبح من المرسلين والأنبياء - وسبحان الله - وسط هذه الظروف يكون الوعد !!
* قال تعالي ( فرددناه الي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ) تحقق وعد الله تعالي لها ولكن لم يتحقق هذا الوعد الا بعد تنفيذ كل أوامره حتي وان كانت علي غير هوى النفس أو علي غير المعقول فكيف لنفس أن تقبل أن ترمي ولدها في البحر اذا خافت عليه أيضا كيف لعقل أن يقبل الوقوف في وجه الظالم المسلح بسلمية ولكن لن يتحقق وعد الله تعالي بالنصر الا بعد تنفيذ أوامره سبحانه بالوقوف في وجه الظالم وبكل سلمية .
* حينما قتل موسي رجلا من شيعة فرعون عن طريق الخطأ ندم موسى عليه السلام علي ما كان من قتله وتاب الي الله من هذا الفعل وسأله الغفران ( قال رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي ) واقسم عليه السلام بنعمة الله عليه أنه لن يكون ظهيرا ولن يعين المجرمين والظالمين علي ظلمهم ( قال رب بما أنعمت على فلن اكون ظهيرا للمجرمين ) وكذلك ينبغي علي كل الدعاة الي الله تعالي الا يركنوا الي الظالمين والا يعينوهم علي ظلمهم ..
* يرينا الله تعالي في قوله ( ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .. ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) أن الضعيف لا يبقى علي ضعفه بل يتحول الضعيف الي قوى والقوى الي ضعيف والحاكم الي محكوم والمحكوم الي حاكم لان الايام دول والله تعالي هو مالك الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وقد كان يحذر فرعون ما حدث ولكن الله علي كل شيء قدير
* نبدأ طريق الكليم موسى عليه السلام بنشأته حيث أنه ولد في أحلك الأوقات وأصعبها حيث كان أهله مستضعفين ولكن مع كل هذا الاستضعاف يعد المولى سبحانه وتعالي أمه بعد أن تفقده أنه سيرده اليها وسيصبح من المرسلين والأنبياء - وسبحان الله - وسط هذه الظروف يكون الوعد !!
* قال تعالي ( فرددناه الي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ) تحقق وعد الله تعالي لها ولكن لم يتحقق هذا الوعد الا بعد تنفيذ كل أوامره حتي وان كانت علي غير هوى النفس أو علي غير المعقول فكيف لنفس أن تقبل أن ترمي ولدها في البحر اذا خافت عليه أيضا كيف لعقل أن يقبل الوقوف في وجه الظالم المسلح بسلمية ولكن لن يتحقق وعد الله تعالي بالنصر الا بعد تنفيذ أوامره سبحانه بالوقوف في وجه الظالم وبكل سلمية .
* حينما قتل موسي رجلا من شيعة فرعون عن طريق الخطأ ندم موسى عليه السلام علي ما كان من قتله وتاب الي الله من هذا الفعل وسأله الغفران ( قال رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي ) واقسم عليه السلام بنعمة الله عليه أنه لن يكون ظهيرا ولن يعين المجرمين والظالمين علي ظلمهم ( قال رب بما أنعمت على فلن اكون ظهيرا للمجرمين ) وكذلك ينبغي علي كل الدعاة الي الله تعالي الا يركنوا الي الظالمين والا يعينوهم علي ظلمهم ..
* (فخرج منها خائفا يترقب ) بعد أن أخبره الرجل أن الطغاة
يريدون قتله ونصحه أن يخرج من هذه البلدة خرج منها نبي الله موسى .. ولا مانع من
صاحب الدعوة الي الله تعالي أن يخشى علي نفسه وعلي دعوته من بطش الطغاة المتجبرين
وينأى بنفسه ودعوته هاربا بهما الي أن يشتد عوده ويجهز لدعوته ما ينقصها لذلك قال
عليه السلام لفرعون بعدما عاد بدعوته ( ففررت منكم لما
خفتكم ... فوهب لي ربي حكما )
* في كل مراحل موسى عليه السلام كان يلجأ الي الله تعالي بالدعاء فحينما خرج من مصر ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) ولما قصد مدين لجأ الي الله ايضا قائلا ( عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) طلب عليه السلام من ربه النجاة من الظالمين والهداية للطريق السوى
* الي أن جاء وقت الرسالة واصطفاه الله لها ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ) وجاء وقت التجهيز للدعوة أمره الله تعالي ( فاخلع نعليك ) لانهم لا يليقان بنبي الله موسى عليه السلام وأمره الله سبحانه أوامر عدة لتجهيزه للأمر العظيم وهي الدعوة حدثه عن التوحيد ( انني أنا الله لا اله الا انا ) وأمره بالعبادة ( فاعبدني ) وأمره بأداء الصلاة ( وأقم الصلاة لذكري )
* ثم حدثه بالأمر الأهم وهو أمر الاخرة ولكن كان معها أمر خاص ( ولا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) أي يا موسى اعلم انت وكل الدعاة أنه سيقابلكم خلق كثير سيتبع هواه ولا يؤمن بالأخرة فلا يشغلنك عنها شيء لأنك ان انشغلت بما يريد أصبحت من الهالكين
* لما أمر الله تعالي نبيه أن يتوجه لفرعون لأنه طغى عرف موسى أهمية الامر وصعوبته فطلب من ربه استعدادا لهذا العمل الشاق أمورا وجاء وقت التجهيز للدعوة والبحث عما ينقصه ليقوّم به دعوته فقال ( رب اشرح لي صدري ) لأنه مراعاة للصبر واحتمال المشاق ( ويسر لي أمري ) بتوفيق الأسباب ورفع الموانع والعقبات ( واحلل عقدة من لساني) ليفهموا ما يقوله لهم ( واجعل لي وزيرا من أهلي ) بل وطلب هارون معه وزيرا يلجأ اليه ويشد به ازره وقوته ويشركه في أمر الرسالة فقال ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني ) ولذلك يجب علي أصحاب الدعوات أن يستعينوا في دعوتهم بأصحاب البلاغة والبيان
* بعد أن أجاب الله موسى ما طلبه وهيأه للرسالة أمره أن يذهب هو وأخوه هارون الي فرعون لمرة ثانية قائلا لهم سبحانه ( اذهبا الي فرعون انه طغى ) ولكن مع علم الله تعالي بكفر فرعون وتجبره وطغيانه وهو في ذلك الوقت أردى خلقه وقد بعث اليه صفوته من بين عباده في ذلك الزمان ومع ذلك يقول لهما ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) أمرهم سبحانه أن يدعواه اليه بالتي هي احسن برفق ولين ويعاملاه ألطف معاملة وهو الطاغية وهذه هي الدعوة الي الله تعالي ....
الي هنا نكتفي وعلي رجاء ان يوفقنا الله تعالي لاستكمال هذا الطريق الذي فيه العديد من العبر والعظات ونري كيف كان من فرعون حينما دعاه موسى عليه السلام وماذا حدث يوم الزينة في الحلقة القادمة بإذن الله تعالي
الخلاصة ::
1 - كانت مهمة كليم الله موسى من أشق المهمات لأن فرعون كان مثلا للاستبداد ولان بني اسرائيل ألفوا الذل وعاشوا في الاستعباد
2 - وصف الله تعالي فرعون في القران بأبشع الاوصاف وأحطها من علو واسراف وطغيان وضلال وافساد وظلم وقهر
3 - جعل فرعون الطاغية أهل مصر شعبين واستعبد شعبا منهم وقام بقتل ابنائهم
4 - علي ملوك الأرض أن يعتبروا بسيرة الطاغية وما انزله الله به من عقوبة
5 - الضعيف لا يبقي علي ضعفه والقوي لا يبقي علي قوته فالحاكم يتحول لمحكوم والمحكوم لحاكم وتلك الايام يداولها الله بين الناس
6 - وعد الله لا يتحقق الا بعد تنفيذ جميع أوامره حتي وان كانت علي غير المعقول أو علي غير هوى النفس
7 - ينبغي علي الدعاة الي الله الا يركنوا الي الظالمين وألا يعينوهم علي ظلمهم
8 - لا مانع من صاحب الدعوة الي الله أن يهرب بنفسه خوفا من بطش الطغاة
9 - بحث موسى عليه السلام عن ما ينقصه لإتمام دعوته وطلب من الله تعالي أن يرزقه اياها
10 - الدعوة الي الله تكون بالحسني حتي مع أطغى أهل الأرض
* في كل مراحل موسى عليه السلام كان يلجأ الي الله تعالي بالدعاء فحينما خرج من مصر ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) ولما قصد مدين لجأ الي الله ايضا قائلا ( عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) طلب عليه السلام من ربه النجاة من الظالمين والهداية للطريق السوى
* الي أن جاء وقت الرسالة واصطفاه الله لها ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ) وجاء وقت التجهيز للدعوة أمره الله تعالي ( فاخلع نعليك ) لانهم لا يليقان بنبي الله موسى عليه السلام وأمره الله سبحانه أوامر عدة لتجهيزه للأمر العظيم وهي الدعوة حدثه عن التوحيد ( انني أنا الله لا اله الا انا ) وأمره بالعبادة ( فاعبدني ) وأمره بأداء الصلاة ( وأقم الصلاة لذكري )
* ثم حدثه بالأمر الأهم وهو أمر الاخرة ولكن كان معها أمر خاص ( ولا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) أي يا موسى اعلم انت وكل الدعاة أنه سيقابلكم خلق كثير سيتبع هواه ولا يؤمن بالأخرة فلا يشغلنك عنها شيء لأنك ان انشغلت بما يريد أصبحت من الهالكين
* لما أمر الله تعالي نبيه أن يتوجه لفرعون لأنه طغى عرف موسى أهمية الامر وصعوبته فطلب من ربه استعدادا لهذا العمل الشاق أمورا وجاء وقت التجهيز للدعوة والبحث عما ينقصه ليقوّم به دعوته فقال ( رب اشرح لي صدري ) لأنه مراعاة للصبر واحتمال المشاق ( ويسر لي أمري ) بتوفيق الأسباب ورفع الموانع والعقبات ( واحلل عقدة من لساني) ليفهموا ما يقوله لهم ( واجعل لي وزيرا من أهلي ) بل وطلب هارون معه وزيرا يلجأ اليه ويشد به ازره وقوته ويشركه في أمر الرسالة فقال ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني ) ولذلك يجب علي أصحاب الدعوات أن يستعينوا في دعوتهم بأصحاب البلاغة والبيان
* بعد أن أجاب الله موسى ما طلبه وهيأه للرسالة أمره أن يذهب هو وأخوه هارون الي فرعون لمرة ثانية قائلا لهم سبحانه ( اذهبا الي فرعون انه طغى ) ولكن مع علم الله تعالي بكفر فرعون وتجبره وطغيانه وهو في ذلك الوقت أردى خلقه وقد بعث اليه صفوته من بين عباده في ذلك الزمان ومع ذلك يقول لهما ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) أمرهم سبحانه أن يدعواه اليه بالتي هي احسن برفق ولين ويعاملاه ألطف معاملة وهو الطاغية وهذه هي الدعوة الي الله تعالي ....
الي هنا نكتفي وعلي رجاء ان يوفقنا الله تعالي لاستكمال هذا الطريق الذي فيه العديد من العبر والعظات ونري كيف كان من فرعون حينما دعاه موسى عليه السلام وماذا حدث يوم الزينة في الحلقة القادمة بإذن الله تعالي
الخلاصة ::
1 - كانت مهمة كليم الله موسى من أشق المهمات لأن فرعون كان مثلا للاستبداد ولان بني اسرائيل ألفوا الذل وعاشوا في الاستعباد
2 - وصف الله تعالي فرعون في القران بأبشع الاوصاف وأحطها من علو واسراف وطغيان وضلال وافساد وظلم وقهر
3 - جعل فرعون الطاغية أهل مصر شعبين واستعبد شعبا منهم وقام بقتل ابنائهم
4 - علي ملوك الأرض أن يعتبروا بسيرة الطاغية وما انزله الله به من عقوبة
5 - الضعيف لا يبقي علي ضعفه والقوي لا يبقي علي قوته فالحاكم يتحول لمحكوم والمحكوم لحاكم وتلك الايام يداولها الله بين الناس
6 - وعد الله لا يتحقق الا بعد تنفيذ جميع أوامره حتي وان كانت علي غير المعقول أو علي غير هوى النفس
7 - ينبغي علي الدعاة الي الله الا يركنوا الي الظالمين وألا يعينوهم علي ظلمهم
8 - لا مانع من صاحب الدعوة الي الله أن يهرب بنفسه خوفا من بطش الطغاة
9 - بحث موسى عليه السلام عن ما ينقصه لإتمام دعوته وطلب من الله تعالي أن يرزقه اياها
10 - الدعوة الي الله تكون بالحسني حتي مع أطغى أهل الأرض
هذا وما كان من
توفيق فمن الله تعالي وحده وما كان من خطا او جهل أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان
واعوذ بالله ان
اذكر به وانساه وأعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون منه الي الجنان ويقذف به في النيران
اللهم انفعنا بما
علمتنا وعلمنا ما ينفعنا
اللهم اجعل القران
العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا اللهم ذكرنا منه ما نسينا
وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار علي الوجه الذي يرضيك
عنا
امين امين امين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
لمتابعة الحلقة الاولي : الدعوة الي الله طريق الانبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثانية : بداية الطريق .. نوح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثالثة : طريق هود عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الرابعة : طريق صالح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الخامسة : طريق أبي الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السادسة : طريق لوط عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السابعة : طريق خطيب الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الاولي : الدعوة الي الله طريق الانبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثانية : بداية الطريق .. نوح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الثالثة : طريق هود عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الرابعة : طريق صالح عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة الخامسة : طريق أبي الأنبياء
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السادسة : طريق لوط عليه السلام
اضغط هنا
لمتابعة الحلقة السابعة : طريق خطيب الأنبياء
اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق