بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد لله
والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله صلي الله عليه وعلي اله واصحابه ومن والاه والله
أكبر ولله الحمد
تكلمنا في الحلقة
السابقة عن طريق هود عليه السلام الذي
أرسله الله تعالي في عاد ارم وهم أول قوم بعد طوفان نوح عليه السلام
ووجدنا أيضا أن المترفين هم من حاربوا دعوته عليه السلام وكيف أن هؤلاء المترفين المنعمين كانوا أباطرة في اضاعة المال والثروات وكانوا يبنون ابنية عبثا ظنا منهم أنهم سيخلدون فيها
ووجدنا أيضا أن المترفين هم من حاربوا دعوته عليه السلام وكيف أن هؤلاء المترفين المنعمين كانوا أباطرة في اضاعة المال والثروات وكانوا يبنون ابنية عبثا ظنا منهم أنهم سيخلدون فيها
ووجدنا كيف
وصفهم عليه السلام بأنهم كانوا جبارين قساة القلب مستكبرين عن الاعتراف بخطئهم ولا
بأخطاء ابائهم وأجدادهم وتميزوا بانهم كانوا جحدة يعرفون الحق وينكرونه
ووجدنا أن
هؤلاء القوم استحقوا اللعنة في الدنيا والاخرة بسبب جحودهم وبسبب اتباعهم للجبار
المتسلط المتغلب
ووجدنا كيف اتسم نبي الله هود بالثبات والثقة في نصر الله تعالي وان تأخر النصر وكيف توكل علي الله تعالي وحده
ووجدنا كيف اتسم نبي الله هود بالثبات والثقة في نصر الله تعالي وان تأخر النصر وكيف توكل علي الله تعالي وحده
* نتكلم في هذه الحلقة عن طريق
اخر وهو طريق سيدنا صالح عليه السلام الذي أرسله الله تعالي الي قوم ثمود وبعد دراسة ما جاء في القران الكريم عن سيدنا
صالح عليه السلام تبين ان :
* قال تعالي ( ولقد أرسلنا الي ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ) يرينا الله تعالي أن الداعي الي الله حينما يأتي فإن سنة الله تقتضي أن تختلف نفوس الناس نحو دعوته فمنهم من يؤيد ومنهم من ينكر دعوته ويخاصمه بل ويعاديه
وليست هذه التفرقة ذنبا للداعي ولا سيئة من سيئاته وانما هي من طبع الدعوة وأثرها الذي لا يفارقها - وسبحان الله - هذا ما يحدث الان
* قال تعالي ( ولقد أرسلنا الي ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ) يرينا الله تعالي أن الداعي الي الله حينما يأتي فإن سنة الله تقتضي أن تختلف نفوس الناس نحو دعوته فمنهم من يؤيد ومنهم من ينكر دعوته ويخاصمه بل ويعاديه
وليست هذه التفرقة ذنبا للداعي ولا سيئة من سيئاته وانما هي من طبع الدعوة وأثرها الذي لا يفارقها - وسبحان الله - هذا ما يحدث الان
* مضت سنة الله بأن يسبق الفقراء المستضعفون
من الناس الي اجابة كل دعوات الاصلاح لأنه يثقل عليهم أن يكونوا تبعا لغيرهم ومضت
أيضا بأن يكفر بها اكابر القوم المتكبرون والاغنياء المترفون لأنه يشق عليهم أن
يكونوا مرؤوسين وان يخضعوا للأوامر والنواهي التي تحرم عليهم الاسراف وتوقف
شهواتهم عند حدود الحق والاعتدال
* قال تعالي ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه )
عدل الملأ المستكبر عن مجادلة صالح عليه السلام الي اختبار تصلب الذين امنوا في ايمانهم ومحاولة القاء الشك في نفوسهم هذا هو الدور الاعلامي الذي اتخذه المنتفعون من قوم صالح عليه السلام وهو أنهم اخذوا يشككون المؤيدين في تأييدهم ليتهم تركوهم وشأنهم ولكنهم أخذوا يناقشوهم في ايمانهم
وقد قيل أيضا أن هذا السؤال للتهكم والاستهزاء
وسواء اكان للتشكيك او للتهكم والاستهزاء فهذا هو جُل ما يحدث هذه الايام من وسائل الاعلام - وسبحان الله -
*( قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ) من منا لم يشهد ذلك بأم عينه قد كانوا مطروقين الابواب أياً وجدوا وذلك نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم كانوا يلقبونه الصادق الامين ولكن حينما جاء بما يكرهونه أصبح كاذبا وساحرا ومفتر ونسوا شهادتهم له وثقتهم فيه من قبل انها طبيعة واحدة ورواية واحدة تتكرر علي مر العصور والدهور - وسبحان الله -
* ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون ) لم يكن كل من أنكر دعوته مفسدا وانما من أفسد فقط هم تسعة كانوا من عتاة القوم وكانت قلوبهم امتلأت بالفساد ولم يعد بها متسع الي الاصلاح
* ( فعقروا الناقة ) (فكذوه فعقروها ) (
فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر )
هؤلاء قوم صالح لما رضوا عن عقر الناقة نسب الله اليهم المعصية وعاقبهم عليها العقاب الشامل مع أن الذي عقرها واحد منهم ولكنه عقرها علي رضا منهم وكان في استطاعتهم منعه والضرب علي يديه ولكنهم بدل من أن يمنعوه شجعوه فكان عذابهم من أجل ذلك عذابا شاملا
و من الواضح انه ليس كل المستضعفين امنوا بدعوة صالح عليه السلام فمنهم من سكت خائفا لأنه مستضعف قال تعالي ( للذين استضعفوا لمن امن منهم )
ولذلك قال أبو بكر عليه السلام انكم تقرأون اية وتفسرونها في غير موضعها ( يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ) واني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( ان الناس اذا رأوا الظالم ولم يأخذوا علي يديه أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده )
هؤلاء قوم صالح لما رضوا عن عقر الناقة نسب الله اليهم المعصية وعاقبهم عليها العقاب الشامل مع أن الذي عقرها واحد منهم ولكنه عقرها علي رضا منهم وكان في استطاعتهم منعه والضرب علي يديه ولكنهم بدل من أن يمنعوه شجعوه فكان عذابهم من أجل ذلك عذابا شاملا
و من الواضح انه ليس كل المستضعفين امنوا بدعوة صالح عليه السلام فمنهم من سكت خائفا لأنه مستضعف قال تعالي ( للذين استضعفوا لمن امن منهم )
ولذلك قال أبو بكر عليه السلام انكم تقرأون اية وتفسرونها في غير موضعها ( يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ) واني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( ان الناس اذا رأوا الظالم ولم يأخذوا علي يديه أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده )
* ( فعقروها فأصبحوا نادمين ) ندم قوم صالح علي عقر الناقة لم يكن ندم توبة وانما ندموا ندم خائف أن يعاقب علي العقر عقاب عاجل ولذلك لم يفدهم ذلك الخوف فأخذهم العذاب لأنه عند معاينة العذاب التوبة تكون توبة إلجاء لا فضل فيها كتوبة فرعون وهو يغرق
* ( فتولي عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ) بعدما أبصرهم صالح عليه السلام جاثمين تولي عنهم متحسرا علي ما فاته من ايمانهم ويقول لهم يا قوم لقد بذلت فيكم وسعي وجهدي في ابلاغكم والنصيحة لكم ولذلك فالداعي الي الاصلاح يحب ان يهدي قومه جميعهم ويظل يدعوهم الي اخر لحظة ويجب أن يبذل كل جهده لإبداء النصيحة لهم
* ( ولكن لا تحبون الناصحين ) هي صفة المستكبرين في كل زمان فقد قالوا له من قبل ( قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ) فحينما بدأ في نصحهم كرهوه وكرهوا منه نصحه
* ( قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه واهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله ) عزم قوم صالح عليه السلام علي جريمتين الاولي هي مباغتة صالح عليه السلام واهله والثانية هي تدبير الحيلة ليخلصوا أنفسهم اذا وجه اليهم اتهام ولكن كانت حيلتهم فاسدة . حرصوا علي صدقهم الغير حقيقي ولم يحرصوا علي ارواح الناس الذين يبيتوا لهم المكيدة بالقتل ذلك هو تفكير المكذبين لدعوات الاصلاح في كل زمان يدبرون بليل ثم يحتالون علي هذا التدبير بادعائهم الصدق ولكن الله تعالي يفضحهم
* ( ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا
دمرناهم وقومهم أجمعين ) انهم يدبرون
ويمكرون دبروا لقتل نبي الله بالليل حتي لا يراهم أحد ولا يستطيع أن يستعد لهم
ودبروا لقتل أهله حتي لا يوجد من يرشد عن الجريمة اذا وقعت ثم دبروا أن يقولوا
لوليه ما شهدنا مهلك اهله دبروا كل ذلك وهم لا يشعرون ان تدبير الله فوق تدبيرهم
ود أورد الالباني حديثا في ضعيف الترغيب والترهيب وأرى انه يوافق هذه الآية تماما
قال الله تعالي في حديث قدسي ( وعزتي وجلالي لأدبرن الامر لمن لا حيلة له حتي
يتعجب أصحاب الحيل )
.. فهؤلاء هم قوم ثمود هداهم الله تعالي وارسل لهم من يدعوهم الي الاصلاح والصلاح فكرهوه وكرهوا دعوته واستحبوا العمي علي هداية الله تعالي ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى علي الهدى )
.. فهؤلاء هم قوم ثمود هداهم الله تعالي وارسل لهم من يدعوهم الي الاصلاح والصلاح فكرهوه وكرهوا دعوته واستحبوا العمي علي هداية الله تعالي ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى علي الهدى )
الخلاصة ::
1 - ليس ذنبا للداعي أن يتفرق الناس حوله بل ويختصمون
2 - يتخذ المنتفعون في كل زمان دورا إعلاميا من تشكيك وتهكم واستهزاء من دعوات الاصلاح
3 - الداعي الي الاصلاح في كل زمان يتحول الي غير مرغوب فيه بعد أن كان مرجوا قبلها
4 - الرضا والتواطؤ والسكوت عن الاثم والمنكر هو مشاركة فيه
5 - الداعي الي الاصلاح يحب أن يهدي قومه جميعا ويبذل قصارى جهده لذلك ويحزن اذا فاته هدايتهم
6 - تدبير الله تعالي ومكره فوق تدبير ومكر البشر وكما قال ابو بكر الصديق ثلاث من كن فيه كن عليه المكر ( ولا يحيق المكر السئ الا باهله ) والبغي ( انما بغيكم علي أنفسكم ) والنكث ( فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه )
1 - ليس ذنبا للداعي أن يتفرق الناس حوله بل ويختصمون
2 - يتخذ المنتفعون في كل زمان دورا إعلاميا من تشكيك وتهكم واستهزاء من دعوات الاصلاح
3 - الداعي الي الاصلاح في كل زمان يتحول الي غير مرغوب فيه بعد أن كان مرجوا قبلها
4 - الرضا والتواطؤ والسكوت عن الاثم والمنكر هو مشاركة فيه
5 - الداعي الي الاصلاح يحب أن يهدي قومه جميعا ويبذل قصارى جهده لذلك ويحزن اذا فاته هدايتهم
6 - تدبير الله تعالي ومكره فوق تدبير ومكر البشر وكما قال ابو بكر الصديق ثلاث من كن فيه كن عليه المكر ( ولا يحيق المكر السئ الا باهله ) والبغي ( انما بغيكم علي أنفسكم ) والنكث ( فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه )
هذا وما كان من
توفيق فمن الله تعالي وحده وما كان من خطا او جهل أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان
واعوذ بالله ان
اذكر به وانساه وأعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون منه الي الجنان ويقذف به في النيران
اللهم انفعنا بما
علمتنا وعلمنا ما ينفعنا
اللهم اجعل القران
العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا اللهم ذكرنا منه ما نسينا
وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار علي الوجه الذي يرضيك
عنا
امين امين امين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
لمتابعة الحلقة الاولي
الدعوة الي الله طريق الانبياء
لمتابعة الحلقة الثانية
بداية الطريق .. طريق نوح عليه السلام
لمتابعة الحلقة الثالثة
طريق هود عليه السلام
لمتابعة الحلقة الاولي
الدعوة الي الله طريق الانبياء
لمتابعة الحلقة الثانية
بداية الطريق .. طريق نوح عليه السلام
لمتابعة الحلقة الثالثة
طريق هود عليه السلام
بارك الله فيك
ردحذفمجهود مشكور ..تقبل الله منك أخى فى الله :)
ردحذفروعه يادكتور محمد تسلم ايدك
ردحذف